الله اكبر احمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في الكتاب الاول صدق صدق ثم قال جيفتا...


تفسير

رقم الحديث : 54

حَدَّثَنِي حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُؤَمَّليُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ، قَالَ : دَخَلَ عَمْرُو بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ الزُّبَيْدِيُّ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَعِنْدَهُ الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادِ ، وَشَرِيكُ بْنُ الأَعْوَرِ الَحَارِثَيَّانِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَأَبْرَامٌ بَنُو مَخْزُومٍ ؟ قَالَ : " وَمَا ذَاكَ يَا أَبَا ثَوْرٍ " ؟ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى خَالِكَ أَبِي سُلَيْمَانَ يَعْنِي خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ، فَأَتَانِي بِثَوْرٍ وَقَوْسٍ وَكَعْبٍ ، فَأَطْعَمَنِيهِ . فَقَالَ عُمَرُ : " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَسَعَةً " . فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَكَ أَوْ لِي ، قَالَ : " بَلِ لِي وَلَكَ " . قَالَ : كَلا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي آكُلُ الْجَدْعَةَ حَتَّى أُنِقَّهَا عَظْمًا عَظْمًا ، وَأَشْرَبُ التِّبْنَ مِنَ اللَّبَنِ ، رَثِيئَةً وَصَرِيفًا . قَالَ : فَنَظَرَ عُمَرُ إِلَى الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ كَالْمُتَعَجِّبِ مِنْ قَوْلِهِ . فَقَالَ الرَّبِيعُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ لَكَذَاكَ ، وَإِنَّ الْخَيْلَ لَتَتَّقِي ذُرَاهُ إِذَا كَانَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ وَانْتَعَلَتِ الْخَيْلُ الدِّمَاءَ ، عَلَى أَنَّهُ قَدْ نَقَصَ إِلَّنَا ، وَقَطَعَ أَوَاصِرَنَا ، فَقَالَ عَمْرٌو : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، جَاوَرْتُ هَذَا الْحَيَّ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَشَوْا إِلَيَّ بِالضَّرَّاءِ ، وَدَبُّوا إِلَيَّ الْخَمْرَ ، فَلَمَّا بَدَتْ لِي ضَبَابُ صُدُورِهِمْ ، وَحَسَكُ قُلُوبِهِمْ ، أَوْجَرْتُهُمْ أَمَرَّ مِنْ نَقِيعِ الْحَنْظَلِ ، فَقَالَ شَرَيكُ بْنُ الأَعْوَرِ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ هَذَا أَعْجَزَنَا لَمَّا أَخَذَتْهُ أَنْيَابُنَا ، وَكَلَّمَتْهُ أَظَافِرُنَا . فَقَالَ عَمْرٌو : إِلَيْكَ يَابْنَ الأَعْوَرِ ، فَإِنِّي لا أَجْلِسُ عَلَى الدُّبُرِ ، وَلا أُغْمَزُ غَمْزَ التِّينِ ، وَلا يُقَعْقَعُ لِي بِالشِّنَانِ . قَالَ : فَلَمَّا خَشِيَ عُمَرُ أنْ يَتَفَاقَمَ الأَمْرُ بَيْنَهُمْ ، وَيَخْرُجُوا إِلَى مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا . قَالَ : " إِيهًا عَنْكُمُ الْآنَ . فَأَقْبَلَ عَلَى عَمْرٍو ، فَقَالَ : يَا أَبَا ثَوْرٍ ، لَقَدْ حَدَّثْتَ عَنْ نَفْسِكَ بِمَأْكَلٍ وَمَشْرَبٍ ، وَلَقَدْ لَقِيتَ النَّاسَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلامِ ، فَأَخْبِرْنِي : هَلْ صَدَفْتَ عَنْ فَارِسٍ قَطُّ " ؟ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَدْ كُنْتُ أَكْرَهُ الْكَذِبَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا مُشْرِكٌ ، فَكَيْفَ إِذْ هَدَانِي اللَّهُ لِلْإِسْلامِ ؟ وَلَقَدْ قُلْتُ ذَاتَ يَوْمٍ لِخَيْلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ : هَلْ لَكُمْ فِي الْغَارَةِ ؟ قَالُوا : عَلَى مَنْ ؟ قُلْتُ : عَلَى بَنِي الْبَكَّاءِ . قَالُوا : مَغَارٌ بَعِيدٌ ، عَلَى شِدَّةِ كَلَبٍ وَقِلَّةِ سَلَبٍ . قُلْتُ : فَعَلَى مَنْ ؟ قَالُوا : عَلَى هَذَا الْحَيِّ مِنْ كِنَانَةَ ، فَإِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّ رِجَالَهُمْ خُلُوفٌ . فَخَرَجْتُ فِي خَيْلٍ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى وَادٍ مِنْ أَوْدِيَتِهِمْ ، فَدُفِعْتُ إِلَى قَوْمٍ سُرَاةٍ . فَقَالَ عُمَرُ : " وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهُمْ سُرَاةٌ " ؟ قَالَ : انْتَهَيْتُ إِلَى قُبَابٍ عَظِيمَةٍ مِنْ أَدَمٍ ، وَقُدُورٍ مُثْفَأَةٍ ، وَإِبِلٍ وَغَنَمٍ . فَقَالَ عُمَرُ : " هَذَا لَعَمْرِي عَلامَةُ الْيُسْرِ " . وَقَالَ عَمْرٌو : فَانْتَهَيْتُ إِلَى أَعْظَمِهَا قُبَّةً . فَأَكْشِفُهَا عَنْ جَارِيَةٍ مثل الْمَهَاةِ ، فَلَمَّا رَأَتْنِي ضَرَبَتْ يَدَهَا عَلَى صَدْرِهَا ، وَبَكَتْ . فَقُلْتُ : مَا يُبْكِيكِ ؟ قَالَتْ : مَا أَبْكِي لِنَفْسِي وَلا عَلَى الْمَالِ . فَقُلْتُ : عَلامَ تَبْكِينَ ؟ قَالَتْ : عَلَى جَوارٍ أَتْرَابٍ لِي ، قَدْ أَلِفْتُهُنَّ ، وَهُنَّ فِي هَذَا الْوَادِي . قَالَ : فَهَبَطْتُ الْوَادِيَ عَلَى فَرَسِي ، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ قَاعِدٍ يَخْصِفُ نَعْلا لَهُ ، وَإِلَى جَانِبِهِ سَيْفٌ مَوْضُوعٌ ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ عَلِمْتُ أَنَّ الْجَارِيَةَ قَدْ خَدَعَتْنِي ، وَمَاكَرَتْنِي . فَلَمَّا رَآنِي الرَّجُلُ قَامَ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ ، ثُمَّ عَلا رَابِيَةً ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى قُبَابِ قَوْمِهِ مُطَّرِحَةً ، حَمَلَ عَلَيَّ وَهُوَ يَقُولُ : قَدْ عَلِمْتُ إِذْ مَنَحْتَنِي فَاهَا وَلَحِقَتْنِي بُكْرَةً رَدَاهَا أَنِّي سَأَحْمِي الْيَوْمَ مِنْ حِمَاهَا يَا لَيْتَ شِعْرِي مَا الَّذِي دَهَاهَا قَالَ : فَقُلْتُ مُجِيبًا لَهُ : عَمْرٌو عَلَى طُولِ السَّرَى دَهَاهَا بِالْخَيْلِ يُزْجِيهَا عَلَى وِجَاهَا حَتَّى إِذَا حَلَّ بِهَا احْتَوَاهَا ثُمَّ حَمَلْتُ عَلَيْهِ وَأَنَا أَقُولُ : أَنَا ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَحْمُودُ الشِّيَمْ مُؤْتَمَنُ الْغَيْبِ وَفِيٌّ بِالذِّمَمْ مِنْ خَيْرِ مَنْ يَمْشِي بِسَاقٍ وَقَدَمْ فَحَمَلَ عَلَيَّ وَهُوَ يَقُولُ : أَنَا ابْنُ ذِي الأَقْيَالِ أَقْيَالِ الْبُهَمْ مَنْ يَلْقَنِي يُودِ كَمَا أَوْدَتْ إِرَمْ أَتْرُكُهُ لَحْمًا عَلَى ظَهْرٍ وَضَمْ قَالَ : فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ ، فَأَضْرِبُهُ أَحْذَرَ مِنَ الْعَقْعَقِ ، وَيَضْرِبُنِي أَثْقَفَ مِنَ الْهِرِّ ، فَوَقَعَ سَيْفُهُ فِي قَرَبُوسِ سِرْجِي فَقَطَعَ الْقَرَبُوسَ ، وَعَضَّ بِكَاثِبَةِ الْفَرَسِ ، فَوَثَبْتُ عَلَى رِجْلِيَّ قَائِمًا ، وَقُلْتُ : يَا هَذَا ، مَا كَانَ لِيَلْقَانِي مِنَ الْعَرَبِ إِلا ثَلاثَةٌ : الْحَارِثُ بْنُ ظَالِمٍ لِلْسِنِّ وَالتَّجْرِبَةِ ، وَعَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ لِلشَّرَفِ وَالنَّجْدَةِ ، وَرَبِيعَةُ بْنُ مكدِّمٍ لِلْحَيَاءِ وَالْبَأْسِ ، فَمَنَ أَنْتَ ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ؟ قَالَ : بَلْ مَنْ أَنْتَ ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ؟ قُلْتُ : أَنَا عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ ، قَالَ : وَأَنَا رَبِيعَةُ بْنُ مُكَدَّمِ . قُلْتُ : فَاخْتَرْ مَنِّي إِحْدَى ثَلاثِ خِصَالٍ : إِمَّا أَنْ نَضْطَرِبَ بَسَيْفَيْنَا حَتَّى يَمُوتَ الأَعْجَلُ مِنَّا ، وَإِمَّا أَنْ نَصْطَرِعَ ، فَأَيُّنَا صَرَعَ صَاحِبَهُ قَتَلَهُ ، وَإِمَّا الْمُسَالَمَةُ . قَالَ : ذَاكَ إِلَيْكَ . فَاخْتَرْ . قُلْتُ : إِنَّ بِقَوْمِكَ إِلَيْكَ حَاجَةً ، وَبِقَوْمِي إِلَيَّ حَاجَةً ، وَالْمُسَالَمَةُ خَيْرٌ لِي وَلَكَ . ثُمَّ أَخَذْتُ بِيَدِهِ فَأَتَيْتُ بِهِ أَصْحَابِي ، وَقُلْتُ لَهُمْ : خَلُّوا مَا بِأَيْدِيكُمْ ، فَلَوا رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْتُ لَخَلَّيْتُمْ وَزِدْتُمْ . سَلُونِي عَنْ فَرَسِي مَا فَعَلَ . قَالَ : فَتَرَكْنَا مَا بِأَيْدِينَا وَانْصَرَفْنَا رَاجِعِينَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.