اللهم بعلمك الغيب وبقدرتك على الخلق احيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني ما كانت الوفا...


تفسير

رقم الحديث : 33

حُدِّثْتُ عَنْ حُدِّثْتُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جَدْعَانَ ، " أَنَّ أَنَسًا لَمَّا دَخَلَ عَلَى الْحَجَّاجِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا خِبْثَةُ ، شَيْخًا جَوَّالا فِي الْفِتَنِ ، مَعَ أَبِي تُرَابٍ مَرَّةً ، وَمَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ أُخْرَى ، وَمَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ مَرَّةً ، وَمَعَ ابْنِ الْجَارُودِ أُخْرَى ، أَمَا وَاللَّهِ لَأُجَرِّدَنَّكَ جَرْدَ الضَّبِّ وَلَأَقْلَعَنَّكَ قَلَعَ الصَّمْغَةِ ، وَلَأَحْزِمَنَّكَ حَزْمَ السَّلَمَةِ ، الْعَجَبُ مِنْ هَؤُلاءِ الأَشْرَارِ ، أَهْلُ الْبُخْلِ وَالنِّفَاقِ . قَالَ عَلَيُّ بْنُ زَيْدٍ : فَقَالَ أَنَسٌ لَمَّا خَرَجَ : وَاللَّهِ لَوْلا وَلَدَيَّ لَأَجَبْتُهُ ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بِمَا كَانَ مِنَ الْحَجَّاجِ إِلَيْهِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ كِتَابًا مَعَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ ، مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ ، فَقَدِمَ عَلَى الْحَجَّاجِ فَبَدَأَ بِأَنَسٍ ، فَقَالَ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ أَكْبَرَ مَا كَانَ مِنَ الْحَجَّاجِ إِلَيْكَ ، وَأَعْظَمَ ذَلِكَ ، وَأَنَا لَكَ نَاصِحٌ ، إِنَّ الْحَجَّاجَ لا يَعْدِلُهُ أَحَدٌ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , وَقَدْ كَتَبَ إِلَيْهِ أنْ يَأْتِيَكَ ، وَأَنَا أَرَى لَكَ أَنْ تَأْتِيَهُ فَيَعْتَذِرُ إِلَيْكَ ، فَتَخْرُجَ مِنْ عِنْدِهِ وَهُوَ لَكَ مُعَظِّمٌ وَبِحَقِّكَ عَارِفٌ . قَالَ : نَعَمْ ، ثُمَّ أَتَى الْحَجَّاجَ ، فَأَعْطَاهُ كِتَابَ عَبْدِ الْمَلِكِ ، فَجَعَلَ يَقْرَؤُهُ ، وَوَجْهُهُ يَتَغَيَّرُ ، فَأَقْبَلَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ وَجْهِهِ ، وَيَقُولُ : غَفَرَ اللَّهُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا كُنْتُ أَرَاهُ يَبْلُغُ مِنِّي هَذَا . قَالَ إِسْمَاعِيلُ : ثُمَّ رَمَى الْكِتَابُ إِلَيَّ ، وَهُوَ يَظُنُّ أَنِّي قَدْ قَرَأْتُ مَا فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : قُمْ بِنَا إِلَى أَنَسٍ . فَقُلْتُ : بَلْ يَأْتِيكَ . فَأَتَيْتُ أَنَسًا ، فَقُلْتُ : اذْهَبْ بِنَا إِلَيْهِ ، فَأَتَاهُ ، فَرَحَّبَ بِهِ ، ثُمَّ قَالَ : عَجِلْتَ بِاللائِمَةِ يَا أَبَا حَمْزَةَ ، إِنَّ الَّذِي كَانَ مِنِّي إِلَيْكَ عَلَى غَيْرِ تَأنِيَةٍ ، وَلَكِنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ لا يُحِسُّونَ للَّهَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا يُقِيمُ حُجَّتَهُ ، وَمَعَ هَذَا إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ يَعْلَمَ مُنَافِقُوا أَهْلِ الْعِرَاقِ ، وَفُسَّاقُهُمْ أَنِّي مَتَى أَقْدَمْتُ عَلَيْكَ ، فَهُمْ عَلَيَّ أَهْوَنُ ، وَأَنَا إِلَيْهِمْ أَسْرَعُ ، وَلَكَ الْعُتْبَى وَالْكَرَامَةُ ، فَقَالَ أَنَسٌ : مَا عَجِلْتُ بِاللائِمَةِ حَتَّى تَنَاوَلَنَا الْعَامَّةُ دُونَ الْخَاصَّةِ ، وَحَتَّى سَمَّيْتَنَا الأَشْرَارَ ، وَقَدْ سَمَّانَا اللَّهُ الأَنْصَارَ ، وَزَعَمْتَ أَنَّا أَهْلُ بُخْلٍ ، وَنَحْنُ الْمُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ، وَزَعَمْتَ أَنَّا أَهْلُ النِّفَاقِ وَنَحْنُ الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ . وَزَعَمْتَ أَنَّكَ اتَّخَذْتَنِي ذَرِيعَةً لِأَهْلِ الْعِرَاقِ ، بِاسْتِحْلالِكَ مِنِّي مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ ، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ حَكَمٌ هُوَ أَرْضَى لِلرِّضَا وَأَسْخَطُ لِلسَّخَطِ ، وَإِلَيْهِ ثَوَابُ الْعِبَادِ ، وَجَزَاءُ أَعْمَالِهِمْ : لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى سورة النجم آية 31 فَوَاللَّهِ إِنَّ النَّصَارَى عَلَى شِرْكِهِمْ ، لَوْ رَأَوْا رَجُلا قَدْ خَدَمَ عِيسَى يَوْمًا وَاحِدًا ، لَأَكْرَمُوهُ وَأَعْظَمُوهُ ، فَكَيْفَ لَمْ تَحْفَظْ لِي خِدْمَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ ! فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْكَ إِحْسَانٌ شَكَرْنَا ذَلِكَ ، وَإِنْ يَكُ غَيْرَ ذَلِكَ صَبَرْنَا إِلَى أَنْ يَأْتِيَ اللَّهُ بِالْفَرَجِ " قَالَ : وَكَانَ كِتَابُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى الْحَجَّاجِ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّكَ عَبْدٌ قَدْ طَمَّتْ بِهِ الأُمُورُ حَتَّى عَدَوْتَ طَوْرَكَ ، وايْمُ اللَّهِ ، يَا ابْنَ الْمُسْتَفْرَمَةِ بَعَجَمِ الزَّبِيبِ ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَضْغَمَكَ ضَغْمَةً كَبَعْضِ ضَغَمَاتِ اللُّيُوثِ الثَّعَالِبِ ، وَأَخْبِطَكَ خَبْطَةً تَودُّ أَنَّكَ زَاحَمْتَ مَخْرَجَكَ مِنْ بَطْنِ أُمِّكَ ، قَدْ بَلَغَنِي مَا كَانَ مِنْكَ إِلَى أَنَسٍ ، وَأَظُنُّكَ أرَدْتَ أنْ تُخْبِرَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَإِنْ كَانَ عِنْدَهُ غَيْرُهُ ، وِإِلا مَضَيْتَ قُدُمًا ، فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ ، أَخْفَشَ الْعَيْنَيْنِ ، مَمْسُوحَ الْجَاعِرَتَيْنِ ، حَمْسَ السَّاقَيْنِ ، كَأَنَّكَ نَسِيتَ مَكَاسِبَ آبَائِكَ بِالطَّائِفِ ، وَمَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ الدَّنَاءَاتِ وَاللُّؤْمِ إِذْ يَحْفُرُونَ الْآبَارَ فِي الْمَنَاهِلِ بِأَيْدِيهِمْ وَيَنْقُلُونَ الْحِجَارَةَ عَلَى ظُهُورِهِمْ ، فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي فَالْقَ أَنَسًا فِي مَنْزِلِهِ ، وَاعْتَذِرِ إِلَيْهِ ، وَلَوْلا أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَظُنُّ أَنَّ الْوَلَدَ وَالْكُتُبَ كَثَّرُوا عَلَى الشَّيْخِ لَقَدْ بَعَثَ إِلَيْهِ مَنْ يَسْحَبُكَ ظَهْرًا لِبَطْنٍ ، حَتَّى يَأْتِيَ بِكَ أَنَسًا فَيَحْكُمَ فِيكَ ، وَلَنْ يَخْفَى عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ نَبَؤُكَ وَ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ سورة الأنعام آية 67 ، فَلا تُخَالِفْ كِتَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَكْرِمْ أَنَسًا وَوَلَدَهُ ، وَإِلا بَعَثْتُ إِلَيْكَ مَنْ يَهْتِكَ سِتْرَكَ وَيُشْمِتُ بِكَ عَدُوَّكَ ، وَالسَّلامُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَنَسًا

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.