قَالَ أَبُو القاسم رحمه اللَّه : أما قوله : أأن نادى هديلا ، فإني سمعت أَبُو الحسن الأخفش يَقُولُ : سمعت المبرد يَقُولُ : أصحابنا يقولون : هدل الحمام هديلا , وهدر هديرا , إذا صوت . وهدر الجمل , ولا يقال هدل , وغير أصحابنا يجيزه . فإذا طرب غرد تغريدا . والتغريد قد يكون من الإنسان , وأصله من الطير . وبعضهم يَقُولُ : الهديل ذكر الحمام , ويحتج بقول الراعي : كهداهد كسر الرماة جناحه يدعو بقارعة الطرق هديلا وساق حر : ذكر القماري والحمام . ومنه قول الطرماح فِي تشبيه الرماد بالحمام بين أظآر بمظلومة كسراة الساق ساق الحمام أما قوله : سلام اللَّه يا مطر عليها فإنه منادى مفرد , ونونه ضرورة . اضطررنا إلى تنوينه نوناه على لفظه . وإلى هذا يذهب الفراء ويختاره . وأما عمرو بْن العلاء , ويونس بْن حبيب , وعيسى بْن عمرو , وأبو عمر صالح ابن إسحاق الجرمي , فينشدونه : " سلام اللَّه مطرا عليها " بالنصب والتنوين ويقولون : رده التنوين إلى أصله , وأصله النصب , وهو مثل اسم لا ينصرف , فإذا اضطر الشاعر إلى تنوينه نونه وصرفه ورده إلى أصله . قَالَ الشاعر : ما إن رأيت ولا أرى فِي مدتي كجواري يلعبن فِي الصحراء ألا ترى كيف نونه وخفضه .
الأسم | الشهرة | الرتبة |