حَدَّثَنَا أَبِي , وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، قَالا : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ , حدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْطَاكِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الأَنْطَاكِيَّ ، يَقُولُ : " إِنِّي تَبَحَّرْتُ الْعُلُومَ وَجَرَّبْتُ الأُصُولَ وَأَدَمْتُ الْفِكْرَ وَأُلْهِمْتُ الاعْتِبَارَ ، وَعَنِيتُ بِالأَذْكَارِ ، وَطَالَعْتُ الْحِكْمَةَ ، وَدَارَسْتُ الْمَوْعِظَةَ ، وَتَدَبَّرْتُ الْقَوْلَ بِالْمَعْقُولِ ، وَصَرَفْتُ الْمَعَانِيَ بِالذِّهْنِ فَلَمْ أَجِدْ مِنَ الْعِلْمِ عِلْمًا , وَلا لِلصَّدْرِ أَشْفَى , وَلا لِلْهَمِّ أَتْقَى , وَلا لِلْقَلْبِ أَحْيَى , وَلا لِلْخَيْرِ أَجْلُبَ ، وَلا لِلشَّرِّ أذْهَبَ ، وَلا عَلَى الْقَلْبِ أَغْلَبَ ، وَلا بِالْعَبْدِ أَوْلَى مِنْ عِلْمِ مَعْرِفَةِ الْمَعْبُودِ وَتَوْحِيدِهِ وَالإِيمَانِ وَالْيَقِينِ بِآخِرَتِهِ ، لِيَصِحَّ الْخَوْفُ مِنْ عِقَابِهِ ، وَالرَّجَاءُ لِثَوَابِهِ ، وَالشُّكْرُ عَلَى نِعَمِهِ ، وَالْفِكَرُ لَيْسَتْ لَهَا غَايَةٌ ، وَالإِلْهَامُ لا نِهَايَةَ لَهُ ، وَبِدَلالاتِ الْعُقُولِ عَلِمْتُ الْعَزْمَ ، وَبِقُوَّةِ الْعَزْمِ يُقْهَرُ الْهَوَى ، وَإِنَّمَا يُوصَلُ إِلَى حَقَائِقِ الأَخْبَارِ بِالْعِنَايَةِ وَالتَّفَهُّمِ وَالتَّدَبُّرِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَصِحُّ الإِيقَانُ وَتَصِحُّ الأَعْمَالُ ، وَإِلا كَانَتْ أَعْمَالَ الارْتِيَابِ ، لَيْسَ الْمَلِكُ مَنْ تَابَعَ هَوَاهُ وَنَالَ مُلْكَ الدُّنْيَا ، بَلِ الْمَلِكُ مَنْ مَلَكَ هَوَاهُ وَاسْتَصْغَرَ مُلْكَ الدُّنْيَا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |