الجنيد بن محمد الجنيد


تفسير

رقم الحديث : 15654

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ فِي كِتَابِهِ ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ ، عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَحْمَدَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، يَقُولُ وَهُوَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ : " الْحَمْدَ لِلَّهِ إِلَهِي حَمْدًا كَإِحْصَاءِ عِلْمِكَ حَمْدًا يَرْقَى إِلَيْكَ عَلَى الأَلْسِنَةِ الطَّاهِرَةِ مُبَرَّأً مِنْ زَيْغٍ وَتُهْمَةٍ ، مُعَرًّى مِنِ الْعَاهَاتِ وَالشُّبُهَاتِ قَائِمًا فِي عَيْنِ مَحَبَّتِكَ بِحَنِينِ صِدْقِ إِخْلاصِهِ ، لِيَكُونَ نُورُ وَجْهِكَ الْعَظِيمِ غَايَتَهُ وَقُدُسَ عَظَمَتِكَ نِهَايَتَهُ ، لا يَسْتَقِرُّ إِلا عِنْدَ مَرْضَاتِكَ ، خَالِصًا بِوَفَاءِ إِرَادَتِكَ نُصْبَ إِرَادَتِكَ حَتَّى يَكُونَ لِمَحَامِدِكَ سَائِقًا قَائِدًا ، إِلَهِي لَيْسَ فِي أُفُقِ سَمَوَاتِكَ وَلا فِي قَرَارِ أَرْضِكَ فِي فَسَحَاتِ أَقَالِيمِهَا مَنْ يُحِبِّ أَنْ يَحْمَدَ غَيْرَكَ ، إِذْ أَنْتَ مُنْشِئُ الْمُنْشَآتِ لا تَعْرِفُ شَيْئًا إِلا مِنْكَ ، وَكَيْفَ لا تَعْرِفُكَ الأَشْيَاءُ وَلَمْ يُقِرَّ الْخَلْقُ إِلا لَكَ وَبَدْؤُهُ مِنْكَ وَأَمْرُهُ إِلَيْكَ وَعَلانِيَتُهُ وَسَرُّهُ مُحْصًي فِي إِرَادَتِكَ ، فَأَنْتَ الْمُعْطِي وَالْمَانِعُ ، وَقَضَاؤُكَ الضَّارُّ وَالنَّافِعُ ، وَحِلْمُكَ يُمْهِلُ خَلْقَكَ ، وَقَضَاؤُكَ يَمْحُو مَا تَشَاءُ مِنْ قَدَرِكَ تُحْدِثُ مَا شِئْتَ أَنْ تُحْدِثَهُ وَتَسْتَأْثِرُ بِمَا شِئْتَ أَنْ تَسْتَأْثِرَهَ ، وَتَخْلُقُ مَا أَنْتَ مُسْتَغْنٍ عَنْ صُنْعِهِ ، وَتَصْنَعُ مَا يَبْهَرُ الْعُقُولَ مِنْ حُسْنِ حِكْمَتِهِ ، لا تُسْأَلُ عَمَّا تَفْعَلُ لَكَ الْحُجَّةُ فِيمَا تَفْعَلُ ، وَعِنْدَكَ أَزِمَّةُ مَقَادِيرِ الْبَشَرِ ، وَتَصَارِيفِ الدُّهُورِ ، وَغَوَامِضِ سِرِّ النُّشُورِ ، وَمِنْكَ فَهْمُ مَعْرِفَةِ الأَشْخَاصِ النَّاطِقَةِ بِتَفَرِّيدِكَ لا يَغِيبُ عَنْكَ مَا فِي أَكِنَّةِ سَرَائِرِ الْمُلْحِدِينَ ، وَلا يَتَوَارَى عَنْ عِلْمِكَ اكْتِسَابُ خَوَاطِرِ الْمُبْطِلِينَ ، وَلا يَهِيمُ فِي قَضَائِكَ إِلا الْجَاهِلُونَ ، وَلا يَغْفُلُ عَنْ ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ إِلا الْغَافِلُونَ ، وَلا تَحْتَجِبُ عَنْكَ وَسَاوِسُ الصُّدُورِ وَلا وَهْمُ الْهَوَاجِسِ ، وَلا إِرَادَةُ الْهِمَمِ ، وَلا عُيونُ الْهِمَمِ الَّتِي تُخْرِجُ بَصَائِرَ الْقُلُوبِ ، إِلَهِي فَكَيْفَ أَنْظُرُ إِنْ نَظَرْتُ إِلا إِلَى رَحْمَتِكَ ؟ وَإِنْ غَضَضْتَ فَعَلَيَّ نِعَمُكَ ، فَمِنْ فَضْلِكَ جَعَلْتَ حُكْمَكَ يَحْتَمِلُ عَلَى عَطْفِكَ ، وَمْنِ فَضْلِكَ جَعَلْتَ نِعَمَكَ تَعُمُّ جَمِيعَ خَلْقِكَ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ مَا لا يَمْلِكُ غَيْرُكَ مِمَّا تَعْلَمُهُ ، يَا وَهَّابُ يَا فَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ خَاصَّةِ أَوْلِيَائِكِ يَا خَيْرَ مَدْعُوٍّ وَأَكْرَمَ رَاحِمٍ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.