وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ , قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ , قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ هُوَ إِسْمَاعِيلُ , قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ , عَنْ أَبِي سَلامٍ الْحَبَشِيِّ ، وَعَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , أَنُّهُمَا سَمِعَا أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ ، يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ ، قَالَ : رَغِبْتُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِي فِي الْجَاهلِيَّةِ , وَرَأَيْتُ أَنَّهَا آلِهَةُ بَاطِلٍ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْحِجَارَةَ ، وَالْحِجَارَةُ لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ , قَالَ : فَلَقِيتُ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ أَفْضَلِ الدِّينِ, فَقَالَ : رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ , وَيَرْغَبُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِهِ , وَيَدْعُو إِلَى غَيْرِهَا , وَهُوَ يَدْعُو إِلَى أَفْضَلِ الدِّينِ, فَإِذَا سَمِعْتَ بِهِ فَاتَّبِعْهُ , فَلَمْ يَكُنْ لِي هَمٌّ إِلا مَكَّةَ آتِيهَا , فَأَسْأَلُ هَلْ حَدَثَ فِيهَا حَدَثٌ , أَوْ أَمْرٌ ؟ فَيَقُولُونَ : لا ، فَأَنْصَرِفُ إِلَى أَهْلِي , وَأَهْلِي بِالطَّرِيقِ غَيْرِ بَعِيدٍ فَأَعْتَرِضُ خَارِجِي مَكَّةَ , فَأَسْأَلُهُمْ هَلْ حَدَثَ فِيهَا حَدَثٌ أَوْ أَمْرٌ ؟ فَيَقُولُونَ لا ، فَإِنِّي قَاعِدٌ عَلَى الطَّرِيقِ , إِذْ مَرَّ بِي رَاكِبٌ فَقُلْتُ : مِنْ أَيْنَ جِئْتَ ؟ فَقَالَ : مِنْ مَكَّةَ , قُلْتُ : حَدَثَ فِيهَا حَدَثٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ , رَجُلٌ رَغِبَ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِهِ , وَيَدْعُو إِلَى غَيْرِهَا , قُلْتُ : صَاحِبِي الَّذِي أُرِيدُ , فَشَدَدْتُ رَاحِلَتِي بِرَحْلِهَا فَجِئْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ أَنْزِلُ فِيهِ , فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَوَجَدْتُهُ مُسْتَخْفِيًا بِشَأْنِهِ , وَوَجَدْتُ قُرَيْشًا عَلَيْهِ جُرَآءَ , فَتَلَطَّفُتْ حَتَّى دَخَلْتُ , فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ قُلْتُ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَقَالَ : " أَنَا نَبِيٌّ " ، فَقُلْتُ : وَمَا النَّبِيُّ ؟ قَالَ : " رَسُولُ اللَّهِ " ، قُلْتُ : مَنْ أَرْسَلَكَ ؟ قَالَ : " اللَّهُ " ، قُلْتُ : فَبِمَ أَرْسَلَكَ ؟ , قَالَ : " بِأَنْ تُوصَلَ الأَرْحَامُ , وَتُحْقَنَ الدِّمَاءُ , وَتُؤْمَنَ السُّبُلُ , وَتُكْسَرَ الأَوْثَانُ , وَيُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ لا يُشْرَكَ بِهِ شَيْءٌ " ، قُلْتُ : نِعْمَ مَا أَرْسَلَكَ , فَأَشْهَدُ أَنِّي قَدْ آمَنْتُ بِكَ , وَصَدَّقْتُ بِكَ , أَمْكُثُ مَعَكَ أَمْ مَاذَا تَرَى ؟ قَالَ : " قَدْ تَرَى كَرَاهِيَةَ النَّاسِ لِمَا جِئْتُ بِهِ , فَامْكُثْ فِي أَهْلِكَ , فَإِذَا سَمِعْتَ بِأَنِّي خَرَجْتُ مَخْرَجِي , فَائْتِنِي " , فَلَمَّا سَمِعْتُ بِهِ خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ سِرْتُ , حَتَّى قَدِمْتُ عَلَيْهِ , قُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، تَعْرِفُنِي , قَالَ : " نَعَمْ , أَنْتَ السُّلَمِيُّ الَّذِي جِئْتَنِي , فَقُلْتَ لِي : كَذَا وَكَذَا " , فَاغْتَنَمْتُ ذَلِكَ الْمَجْلِسَ , وَعَرَفْتُ أَنَّهُ لا يَكُونُ لِي أَفْرَغُ قَلْبًا مِنْهُ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ السَّاعَاتِ أَسْمَعُ ؟ قَالَ : " جَوْفُ اللَّيْلِ الآخِرِ , وَالصَّلاةُ مَشْهُودَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى تَخْرُجَ الشَّمْسُ , فَإِذَا رَأَيْتَهَا خَرَجَتْ حَمْرَاءَ فَأَقْصِرْ عَنْهَا , فَإِنَّهَا تَخْرُجُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ , وَتُصَلِّي لَهَا الْكُفَّارُ , فَإِذَا ارْتَفَعَتْ قَدْرَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ فَصَلِّ , فَإِنَّ الصَّلاةَ مَشْهُودَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى يَسْتَوِيَ الرُّمْحُ بِالظِّلِّ , فَإِذَا اسْتَوَى الرُّمْحُ بِالظِّلِّ , فَأَقْصِرْ عَنْهَا , فَإِنَّهُ حِينَ تُسْجَرُ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ , فَإِذَا فَاءَ الظِّلُّ فَصَلِّ , فَإِنَّ الصَّلاةَ مَشْهُودَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ , حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ , فَإِذَا رَأَيْتَهَا حَمْرَاءَ , فَأَقْصِرْ عَنْهَا , فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ وَتُصَلِّي لَهَا الْكُفَّارُ , ثُمَّ أَخَذَ فِي الْوُضُوءِ , وَقَالَ : إِذَا تَوَضَّأْتَ , فَغَسَلْتَ يَدَيْكَ خَرَجَتْ خَطَايَا يَدَيْكَ مِنْ أَطْرَافِ أَنَامِلِكَ مَعَ الْمَاءِ , فَإِذَا غَسَلْتَ وَجْهَكَ وَمَضْمَضْتَ وَاسْتَنْثَرْتَ , خَرَجَتْ خَطَايَا وَجْهِكَ مِنْ فِيكَ وَخَيَاشِيمِكَ مَعَ الْمَاءِ , فَإِذَا مَسَحْتَ بِرَأْسِكَ وَأُذُنَيْكَ خَرَجَتْ خَطَايَا رَأْسِكَ وَأُذُنَيْكَ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِكَ مَعَ الْمَاءِ , فَإِذَا غَسَلْتَ رِجْلَيْكَ خَرَجَتْ خَطَايَا رِجْلَيْكَ وَأَنَامِلِكَ مَعَ الْمَاءِ فَصَلَّيْتَ فَحَمِدْتَ رَبَّكَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ انْصَرَفْتَ مِنْ صَلاتِكَ كَيَوْمِ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ | عمرو بن عبسة السلمي | صحابي |
أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ | صدي بن عجلان الباهلي | صحابي |
وَعَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ | عمرو بن عبد الله السيباني | مقبول |
أَبِي سَلامٍ الْحَبَشِيِّ | ممطور الأسود الحبشي | ثقة يرسل |
يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ | يحيى بن أبي عمرو السيباني / ولد في :63 / توفي في :148 | ثقة يرسل عن الصحابة |
ابْنُ عَيَّاشٍ هُوَ إِسْمَاعِيلُ | إسماعيل بن عياش العنسي | صدوق في روايته عن أهل بلده وخلط في غيرهم |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ | إبراهيم بن مروان الأسدي | صدوق حسن الحديث |
أَبُو دَاوُدَ | أبو داود السجستاني | ثقة حافظ |
مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ | محمد بن داسة البصري / توفي في :346 | ثقة |
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ | عبد الله بن محمد القرطبي / ولد في :314 / توفي في :390 | صدوق حسن الحديث |