أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم بن السمرقندي ، أنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْمُسْلِمَةِ ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْحَمَّامِيُّ ، أنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ ، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ ، نا وَرْقَاءُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ حَسَّانٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حُصَيْنٍ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، وَافَى النَّاسَ بِالْمَوْسِمِ فِي خِلافَتِهِ ، فَلَمَّا كَانَ بِمِنًى خَطَبَ النَّاسَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَصَلَّى عَلَى نَبِيِّهِ ، وَوَعَظَ النَّاسَ ، وَنَهَى وَأَمَرَ بِمَا شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ نَادَى : أَهَلْ فِيكُمْ مِنْ قَرَنٍ ؟ فَقَالَ ابْنُ عَمٍّ لأُوَيْسٍ الْقَرَنِيِّ : أَنَا أَحَدُهُمْ يَا أَمِيَر الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : هَلْ تَعْرِفُ خَلِيلِي فِيهِمْ ؟ قَالَ : وَمَنْ خَلِيلُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَيْتَ أَنِّي أَعْرِفُهُ ؟ فَقَالَ عُمَرُ : لَوْ كُنْتَ مِنْهُمْ لَعَرَفْتَهُ ، فَقَالَ : سَمِّهِ لِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَصِفْهُ ، فَسَمَّاهُ وَوَصَفَهُ عَلَى مَا كَانَ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ إِنَّهُ لابْنُ عَمِّي ، قَالَ : فَاحْضِرْنِيهِ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ مِنَّا مَثُوبَةً ، قَالَ : وَكَانَ أُوَيْسٌ رَجُلا دَمِيمًا ، قَصِيرًا ، أَدَمَ ، أَثْعَلَ ، كَثَّ اللِّحْيَةِ ، كَرِيهَ الْمَنْظَرِ ، وَكَانَ ابْنُ عَمِّهِ هَذَا مُولَعًا بِهِ يُؤْذِيهِ وَيَهْزَأُ بِهِ ، وَكَانَ أُوَيْسٌ يُقْرِئُ النَّاسَ الْقُرْآنَ فِي مَسْجِدِ الْجَمَاعَةِ فِي الْكُوفَةِ ، تَعَرَّى فِي حَالٍ مِنْ حَالاتِهِ ، فَلَزِمَ بَيْتَهُ ، فَاشْتَرَى لَهُ بَعْضُ خُلَطَائِهِ قَمِيصًا سُنْبُلانِيًّا بِثَلاثَةِ دَرَاهِمَ أَوْ أَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ ، وَأَخْرَجُوهُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَمَجْلِسِهِ ، فَوَلِعَ بِهِ ابْنُ عَمِّهِ هَذَا يَهْزَأُ وَيَضْحَكُ ، وَيَقُولُ لَهُ : إِنْ تَثْبَتَ عَلَى تَعْلِيمِكَ النَّاسَ الْقُرْآنَ ؟ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مِنْهُ وَتَأَذَّى بِهِ ، رَدَّ عَلَيْهِمُ الْقَمِيصَ ، وَلَزِمَ بَيْتَهُ ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَأْتُوهُ فِي بَيْتِهِ ، فَيُقْرِئَهُمْ حَتَّى يَرْزُقَهُ اللَّهُ مَا يَكْتَسِي بِهِ ، فَقَدِمَ ابْنُ عَمِّهِ مِنْ مَكَّةَ لَيْسَ لَهُ هَمٌّ إِلا أَنْ يُرْضِيَ أُوَيْسًا ، وَاسْتِذْلالُ مَا فِي صَدْرِهِ وَالانْتِصَاحُ مِمَّا كَانَ يَأْتِي إِلَيْهِ ، فَأَتَاهُ فَضَرَبَ عَلَيْهِ الْبَابَ ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا ابْنُ عَمِّكَ فُلانٍ ، اخْرُجْ إِلَيَّ يَا أُوَيْسُ ، وَكَانَ قَدِمَهَا لَيْلا ، فَبَدَأَ بِهِ قَبْلَ مَنْزِلِهِ ، فَظَنَّ أُوَيْسٌ أَنَّهُ إِنَّمَا جَاءَهُ لِيُؤْذِيَهُ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ فِيمَا خَلا ، فَقَالَ : أَيِ ابْنَ عَمِّ ، ارْجِعْ إِلَى بَيْتِكَ ، فَإِنَّهُ اللَّيْلُ ، وَأَنْتَ حَاجٌّ وَلا يَحِلُّ لَكَ أَذَايَ ، وَيَأْبَى أَنْ يَفْتَحَ الْبَابَ ، فَجَعَلَ ابْنُ عَمِّهِ يَتَضَرَّعُ إِلَيْهِ وَيَسْأَلُهُ بِاللَّهِ وَبِالرَّحِمِ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ أُوَيْسٌ ، فَتَعَلَّقَ ابْنُ عَمِّهِ بِغرمة يُقَبِّلُهَا ، وَهُوَ يَقُولُ : يَا أُوَيْسُ ، اسْتَغْفِرِ اللَّهَ لِي ، وَأُوَيْسٌ يَسْتَغْفِرُ لَهُ ، فَقَالَ : وَيْهِ ابْنَ عَمِّ ، أَنَا ابْنُ عَمِّكَ ، وَمَا اسْتَفَدْتُ بَعْدَكَ سُلْطَانًا وَلا مَالا ، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ عَنْ أَمْرِهِ ، وَأَمْرِ عُمَرَ ، وَمَا سَأَلَ مِنْ قُدُومِهِ عَلَيْهِ ، فَطَلَبَ لَهُ أُوَيْسٌ أَنْ يَعْفِيَهُ مِنْ ذَلِكَ ، وَأَنْ لا يُشْهِرَهُ ، فَأَبَى عَلَيْهِ ابْنُ عَمِّهِ حَتَّى سَلَسَ لَهُ بِالْمَسِيرِ إِلَى عُمَرَ ، فَجَهَّزَهُ ابْنُ عَمِّهِ ، وَحَمَلَهُ عَلَى رَاحِلَتِهِ ، حَتَّى قَدِمَ بِهِ الْمَدِينَةَ ، وَقَدْ أَقَامَ لَهُ عُمَرُ الْمَنَاظِرَ لِيَأْتُوهُ بِالْخَبَرِ شَوْقًا إِلَيْهِ ، وَشَفَقَةً مِنْ يقُرْبِه دَعْوَتِهِ وَرُؤْيَتِهِ ، فَلَمَّا خُبِّرَ أَنَّهُ قَدْ أَظَلَّهُ رَكْبُ عُمَرَ بِالنَّاسِ يَتَلَقَّاهُ ، فَلَمَّا أَبْصَرَهُ عَرَفَهُ عُمَرُ بِالْوَصْفِ الَّذِي وَصَفَ لَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَنَزَلَ عَنْ حِمَارِهِ وَأَمَرَ النَّاسَ بِالْكَفِّ ، وَنَزَلَ أُوَيْسٌ عَنْ رَاحِلَتِهِ ، وَمَشَى كُلٌّ مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ ، فَلَمّا الْتَقَيَا ، قَالَ لَهُ عُمَرُ : اكْشِفْ عَنْ سُرَّتِكَ ، فَكَشَفَ عَنْ سُرَّتِهِ ، فَلَمَّا أَبْصَرَ عُمَرُ اللُّمْعَةَ بِحِيَالِ سُرَّتِهِ أَلْصَقَ فَاهُ بِهَا تَقْبِيلا ، وَهُوَ يَقُولُ : يَا أُوَيْسُ ، اسْتَغْفِرِ اللَّهَ لِي ، وَأُوَيْسٌ يَبْكِي وَيَسْتَغْفِرُ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : هَلْ تَقْدَمُ الْمَدِينَةَ ؟ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، جَعَلْتَنِي شُهْرَةً لِلنَّاسِ ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَأْذَنَ لِي فَأَلْحَقُ بِأَيِّ أَرْضٍ شِئْتُ ، فَكَرِهَ عُمَرُ أَنْ يَأْتِيَ أَمْرًا فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ لا يُوَافِقُهُ ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَرَجَعَ مِنْ مَكَانِهِ ذَلِكَ ، فَأَخَذَ نَحْوَ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ مُرَابِطًا ، فَمَا رُؤِيَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَيْنٌ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
الْحَسَنِ | الحسن البصري | ثقة يرسل كثيرا ويدلس |
خُلَيْدِ بْنِ حَسَّانٍ | خليد بن حسان العصري | ضعيف الحديث |
أَبُو حُذَيْفَةَ إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ | إسحاق بن بشر البخاري | متهم بالكذب |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ | إسماعيل بن عيسى السلمي | ثقة |
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَطَّانُ | الحسن بن علويه القطان | ثقة |
أَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ | محمد بن أحمد الصواف / ولد في :270 / توفي في :359 | ثقة مأمون |
أَبُو الْحَسَنِ الْحَمَّامِيُّ | علي بن أحمد المقرئ / ولد في :328 / توفي في :417 | ثقة |
أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْمُسْلِمَةِ | محمد بن محمد بن المسلمة / ولد في :401 / توفي في :479 | ثقة |
أَبُو القاسم بن السمرقندي | إسماعيل بن أحمد السمرقندي | ثقة |