الحسين بن احمد بن محمد بن سعيد الصوفي المعروف بالصامت ابو القاسم الشيرازي


تفسير

رقم الحديث : 12240

أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ بْن السُّوسِيّ ، أَنَا جدي أَبُو مُحَمَّد ، قَالَ : سمعت الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم الْمُقْرِئ ، يَقُول : سمعت أبا الْحُسَيْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الحيسن بْن إِسْمَاعِيل الْمُقْرِئ ، يَقُول : سمعت أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن سَعِيد الْمُقْرِئ ، يَقُول : سمعت أبا الْفَضْل هِشَام بْن زياد الأزرق الأزدي ، يَقُول : سمعت عبدوس راوية أَبِي نواس ، يَقُول : دخلت عَلَى أَبِي نواس الْحَسَن بْن هانئ فِي علته الَّتِي مات فيها , فقلت لَهُ : كيف تجدك يا أبا نواس ؟ فَقَالَ : أجدني قائلا : سبحان من خلق الخلق من ضعيف مهين يسوقه من قرار إِلَى قرار مكين تحول شيئا فشيئا فِي الحجب دون العيون حَتَّى استوت حركات مخلوقة من سكون قَالَ : ثُمَّ أطرق ساعة فتركته وانصرفت ، فلما كَانَ من غد دخلت عَلَيْهِ , فقلت لَهُ : كيف تجدك يا أبا نواس ؟ قَالَ : أجدني قائلا : وعظتك أجداث صمت ونعتك أزمنة خفت وتكلمت عَنْ أوجه تبلى وعن صور سبت وارتك قبرك فِي القبور وأنت حي لم تمت لا تشمتن بميت إن المنية لم تمت ولربما انقلبت الشمات فحل بالقوم الشمت قَالَ : ثُمَّ أطرق فتركته وانصرفت ، فلما كَانَ فِي اليوم الثالث دخلت عَلَيْهِ , فقلت لَهُ : كيف تجدك يا أبا نواس ؟ قَالَ : أجدني قائلا : يا نواسي تفكر وتعزا وتصبر ساءك الدهر بشيء ولما سرك أكثر يا كثير الذنب عفو اللَّه من ذنبك أكبر أكثر العصيان فِي أصغر عفو اللَّه يصغر فلما كَانَ فِي اليوم الرابع , فقلت : كيف تجدك يا أبا نواس ؟ قَالَ : أجدني قائلا : كن مع اللَّه يكن لك واتقه فلعلك لا تكن إلا معدا للمنايا فكأنك إن للموت لسهما واقعا دونك أو بك فعلى اللَّه توكل وبتقواه تمسك نحن نمسي بين أسباب سكون وتحرك قَالَ : ثُمَّ أطرق فتركته وانصرفت ، فلما كَانَ فِي اليوم الخامس دخلت عَلَيْهِ , فقلت : كيف تجدك يا أبا نواس ؟ قَالَ : أجدني قائلا : يا ناظرا ترفو بعيني راقَدْ ومشاهدا للأمر غير مشاهد منتك نفسك ضلة فأبحتها طرف الحمام وأنت غير مراصد تصل الذنوب إِلَى الذنوب وترتجي درك الجنان بها وفوز العابد ونسيت أن اللَّه أخرج آدما مِنْهَا إِلَى الدُّنْيَا بذنب واحد قَالَ : ثُمَّ أطرق فتركته وانصرفت ، فلما كَانَ فِي اليوم السادس دخلت عَلَيْهِ , فقلت لَهُ : كيف تجدك يا أبا نواس ؟ قَالَ : أجدني قائلا : دب فِي السقام سقما وعلوا وأراني أموت عضوا فعضوا ليس يأتي من ساعة بي إلا نقصتني بمرها بي جزوا ذهبت نفسي بطاعتي نفسي وتذكرت طاعة اللَّه نضوا قَدْ أسأنا كل الإساءة يا رب فصفحا عني إلهِيَ وعفوا ثُمَّ أطرق وانصرفت ، فلما كَانَ اليوم السابع دخلت عَلَيْهِ , فقلت لَهُ : كيف تجدك يا أبا نواس ؟ قَالَ : أجدني قائلا : إني وما سمعت من صفد وحويت من سبد ومن لبد همم تصرفت الخطوب بها فغدوت من بلد إِلَى بلد يا ذا الَّذِي حسمت قناعته كل المطامع من غد فغد لو لم تكن لله متهما لم تمس محتاجا إِلَى أحد ثُمَّ أطرق فتركته وانصرفت ، فلما كَانَ فِي اليوم الثامن , جئت لأدخل فلقيني الغلام ومعه رقعة مختومة ، فسألته عَنْهُ , فَقَالَ : أعظم اللَّه أجرك فِي أَبِي نواس توفي ، وقَدْ كَانَ كتب إِلَيْكَ هَذِهِ الرقعة قبل موته , فقرأتها فَإِذَا فيها : شعر حي أتاك من لفظ ميت صار بين الحياة والموت وقفا لو تأملتني وأبصرت وجهِيَ لم تجد من مثال رسمي حرفا نفس خافت وجسم نحيل أرمضته الأسقام حَتَّى تعفى فجئت معه إِلَى منزل أَبِي نواس فَإِذَا بِهِ قَدْ مات ، ونظرت فيما خلف وَإِذَا ما مقداره ثلاثمائة درهم ، وَإِذَا بين مخدتيه رقعة مكتوب فيها هَذَا الشعر : يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة فلقَدْ علمت بأن عفوك أعظم أدعوك ربي كما أمرت تضرعا فَإِذَا رددت يدي فمن ذا يرحم إن كَانَ لا يرجوك إلا محسن فمن الَّذِي يرجو ويخشى المجرم ما لي إِلَيْكَ وسيلة إلا الرجا وجميل عفوك , ثُمَّ أني مسلم قَالَ : فوقفت حَتَّى جهزناه وصلينا عَلَيْهِ ودفناه وانصرفت . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.