أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ بن أَبِي العباس بن أَبِي مُحَمَّد بن آدم ، قَالَ : نَا جدي أَبُو مُحَمَّد بن أَبِي نصر المقرئ ، قَالَ : سمعت الحسن بن عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الفارسي ، يقول : سمعت أبا عَبْد اللَّهِ الحمراني ، يقول : لم نشعر يوم الجمعة ، وإذا بالأشعري قد طلع على منبر الجامع بالبصرة بعد صلاة الجمعة ، ومعه شريط شده في وسطه ، ثم قطعه ، وقال : اشهدوا علي : أني كنت على غير دين الإسلام ، وإني قد أسلمت الساعة ، وإني تائب مما كنت فيه من القول بالاعتزال ثم نزل . الحمراني مجهول . وذكر أَبُو عمرو عثمان بن أَبِي بكر بن حمود بن أحمد السفاقسي المغربي ، وكان فهما فاضلا ، لبيبا ، عاقلا ، قدم دمشق وسمع منه شيوخ شيوخنَا : أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الكتاني الحافظ وغيره ، قَالَ : سمعت الإمام أبا عَبْد اللَّهِ الحسين بن مُحَمَّد ، يقول : سمعت غير واحد من أئمتنَا يحكي : كيف كان بدء رجوع الإمام المبرأ من الزيغ ، والتضليل أَبِي الحسن علي بن إِسْمَاعِيلَ ، أنه قَالَ : بينَا أنَا نَائم في العشر الأول من شهر رمضان رأيت المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقال : يا علي ، انصر المذاهب المروية عني ، فإنها الحق . فلما استيقظت دخل عَلَيَّ أمر عظيم ، ولم أزل مفكرا مهموما لرؤياي ، ولما أنَا عليه من إيضاح الأدلة في خلاف ذلك ، حتى كان العشر الأوسط ، فرأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنَام ، فقال لي : ما فعلت فيما أمرتك به ؟ فقلت : يا رسول اللَّه ، وما عسى أن أفعل وقد خرجت للمذاهب المروية عنك وجوها يحتملها الكلام ، واتبعت الأدلة الصحيحة التي يجوز إطلاقها على الباري عَزَّ وَجَلَّ ؟ . فقال لي : انصر المذاهب المروية عني ، فإنها الحق . فاستيقظت وأنَا شديد الأسف ، والحزن ، فأجمعت على ترك الكلام ، واتبعت الحديث ، وتلاوة القرآن ، فلما كانت ليلة سبع وعشرين وفي عادتنَا بالبصرة أن يجتمع القراء وأهل العلم والفضل فيختمون القرآن في تلك الليلة ، مكث فيهم على ما جرت عادتنَا فأخذني من النعاس ما لم أتمالك معه أن قمت ، فلما وصلت إلى البيت نمت ، وبي من الأسف على ما فاتني من ختم تلك الليلة أمر عظيم . فرأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقال لي : ما صنعت فيما أمرتك به ؟ . فقلت : قد تركت الكلام ، ولزمت كتاب اللَّه ، وسنتك . فقال لي : ما أمرتك بترك الكلام ، إنما أمرتك بنصرة المذاهب المروية عني ، فإنها الحق . فقلت : يا رسول اللَّه ، كيف أدع مذهبا تصورت مسائله ، وعرفت أدلته منذ ثلاثين سنة ، لرؤيا ؟ . فقال لي : لولا أني أعلم أن اللَّه تعالى يمدك بمدد من عنده ، لما قمت عنك حتى أبين لك وجوهها ، وكأنك تعد إتياني إليك هذا رؤيا ، أن رؤيا جبريل كانت رؤيا ؟ إنك لا تراني في هذا المعني بعدها ، فجد فيه ، فإن اللَّه سيمدك بمدد من عنده . قَالَ : فاستيقظت ، وقلت : ما بعد الحق إلا الضلال ، وأخذت في نصرة الأحاديث في الرؤية ، والشفاعة ، والنظر وغير ذلك ، فكان يأتيني شيء واللَّه ما سمعته من خصم قط ، ولا رأيته في كتاب ، فعلمت أن ذلك من مدد اللَّه تعالى ، الذي بشرني به رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |